فصل: بحث ثالث: الثوابت العلمية وأثرها في المساواة بين الرجل والمرأة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



إن العذراء مَريم سيدة النساء في زمانها، وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، لا يضارعهن أحد من النساء وفعال الواحدة منهن خير من آلاف الرجال، لكن الحقيقة تبقى كما هي أنه لم ترقى واحدة منهن إلى مستوى النبوة.
وليس هذا قدحًا بالمرأة فإن أعظم العباقرة يتصاغر أمام أبسط الأمهات ولا يستطيع أعظم قادة الدنيا من الرجال أن يفعل ما تفعله أبسط النساء وأجهلهن، أنه لا يستطيع أن ينجب طفلًا ويحمله في بطنه تسعة أشهر، كما أنه لا يمكنه رضاعته وتربيته مهما كان له من معرفة ونبوغ، ووظيفة الأمومة لا يستطيع أن يقوم بها أي رجل مهما كان حظه عظيمًا من النبوة، ووظيفة الأمومة تتصاغر أمامها كل الوظائف الأخرى حتى جعل الرسول الكريم الجنة تحت أقدامها: «الجنة تحت أقدام الأمهات» ويوصي أصحابه وأمته برعاية الأم بأضعاف أضعاف ما يوجبه للأب، فعندما سئل المصطفى صلوات الله عليه من أحد أصحابه: من أحق الناس بحسن صحبتي وبري؟ قال المصطفى: «أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك. ثم أدناك فأدناك».
وركز القرآن الكريم على بر الوالدين وحث عليهما أيما حث، وخص الأم بزيادة ذكر ليبين مزيد فضلها، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} سورة لقمان الآية 14، وقال عز من قائل: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15].
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} سورة الإسراء الآية 23، 24.
والفروق بين الذكر والأنثى تتجلى في الجنين من الشهر الرابع حيث تتميز أعضاء الذكورة وأعضاء الأنوثة.. وحيث يكون المخ ومنطقة تحت المهاد قد تميزت تميزًا كاملًا بين الجنين الذكر والجنين الأنثى.
وقد لاحظ العلماء والأطباء والمربون الاختلاف الشاسع في سلوك الأنثى، ولو كانا توأمين.. فالصبي عادة أكثر عنفا ونشاطًا وإدراكًا من أخته.
وتشكو الأمهات في العادة من نشاط أولادهن الزائد وما يسببونه لهن من متاعب وتحطيم في أثاث المنزل، بينما البنات في العادة هادئات، وتميل الصغيرات إلى اللعب بالعرائس وإلى تسريحهن والعناية بهن، ويقمن تلقائيًا بدور الأم، بينما يصعب على الصبي فعل ذلك، وسرعان ما يلوي رقبة العروسة إن أعطيت له ويمزقها لينظر ماذا في أحشائها.
ويعرف الآباء والأمهات الذين رزقهم الله بذرية من الأولاد والبنات الفروق الشاسعة بين أطفالهم.. وتقف البنت الصغيرة أمام المرآة وتتدلل تلقائيًا.. وكثيرًا ما كنت أسمع من إحدى بناتي وهن لم يجاوزن بعد سن الثالثة عند لبسها ثوبًا جديدًا واستعدادها للخروج مع أمها: يا بابا شوف الجمال!!.. أو يا بابا ايه رأيك في الفستان الجميل ده.. أو يا بابا شوف التسريحة الحلوة دي..
ولم يخطر ببال الصبي أن يفعل مثل ذلك بل هو مشغول منذ طفولته الباكرة باللعب بالكرة أو بتفكيك الألعاب التي تهدى له ليعرف ما بداخلها.
وتستمر الفروق تنمو يوما بعد يوم حتى تبلغ أوج اختلافها عند البلوغ، عندما تستيقظ الغدد التناسلية من هجعتها الطويلة وتنشط، فترسل هرمونات الذكورة إلى الصبي ليصبح رجلا، فينمو شعر عذاريه وذقنه وشاربه، ويصبح صوته أجش غليظًا.. وتنمو عضلاته وعظامه وتقوى.. ويتوزع الدهن في جسمه توزيعًا عادلًا.. ويكون عريض المنكبين قوي الساعدين مفتول الذراعين.. أما الفتاة فتنهمر عليها هرمونات الأنوثة، فتنمو أثداؤها وأجهزتها التناسلية وتبدأ الحيض.. ويتوزع الدهن في جسمها بحيث يخفي أي نتوء أو حفرة لا ترتاح لها العين.. ويزداد الدهن في أرادافها وعجزها.. وينعم صوتها ويصير رخيما.. ليس هذا فحسب ولكن الهرمونات تؤثر في السلوك كما تؤثر في القوام والمشية، فتجعل الفتى مقدامًا محبًا للمغامرة، وتجعل الفتاة شديدة الخفر والحياء، ميالة إلى الدلال والتغنج.
وهي فروق تظهر في الحيوان المنوى والبويضة كما تظهر في الفتاة اليافعة والشاب الذي طر شاربه. اهـ.

.بحث علمي آخر في قوله تعالى: {وليس الذكر كالأنثى}:

للأستاذ/ عبد الرازق نوفل
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يصعب في جميع الكائنات الحية التمييز بين الذكر والأنثى بالشكل الظاهر، فغالبًا ما تتشابه الذكور مع الإناث تشابها يكاد يكون تامًا بحيث لا يمكن التفريق بينها إلا عن طريق الفحص الدقيق، فيما عدا الإنسان إذ يختلف الذكر عن الأنثى في الشكل الظاهري اختلافًا كبيرًا بحيث يتبين الإنسان الذكر وتعرف الأنثى من النظرة العابرة السريعة.. ولا يختلف الرجل عن المرأة في الشكل الخارجي فقط ولا في التركيب الداخلي علاوة على المظهر الخارجي فقط وإنما أثبتت الدراسات العلمية اختلاف الرجل عن المرأة اختلافًا كبيرًا في كل ناحية من النواحي وفي مختلف المناشط وذلك بالرغم من أن النطفة التي يتكون منها جنين الذكر تشابه وتماثل النطفة التي يتكون منها جنين الأنثى في سبعة وأربعين كروموزم أو صبغي ولا تختلف النطفتان إلا في كرومزوم واحد أو صبغية واحدة... هذا الجزء من ثمانية وأربعين جزءًا الذي يختلف فيه الذكر عن الأنثى يسبب اختلافًا كبيرًا وشاسعًا وعميقًا بين الذكر والأنثى في الشكل الظاهري والتركيب الداخلي والعوامل السيكولوجية.
فلقد أثبت الدراسات التشريحية في علم وظائف الأعضاء التناسلية أنها لا تقتصر وظيفتها على التناسل وإنما هي تفرز افرازات خاصة بكل جنس وتؤثر تأثيرًا مباشرًا على كافة أوجه النشاط الفسيولوجي والروحي، ولقد أثبتت التجارب العلمية أن إزالة الخصى من ذكور أي صنف من الكائنات الحية يقلل من نشاط الكائن ويزيل من صفاته كل ما يتميز به كذكر.. فالثور الذي يخصى تتولد فيه صفات البلادة بدل النشاط والهدوء بدلًا من العنف والاستكانة بدلًا من الوحشية، كما أثبتت أن المبيض للأنثى له أثر مماثل لتأثير الخصى في الذكر فإن إيقاف عمليه يغير من صفات الأنثى تغييرًا كاملًا لتأثير فكلا الجهازين يؤثران تأثيرا مباشرًا في حياة الغدد.. وأثبت العلم أن المبيض لا يعمل إلا خلال جزء من حياة الأنثى فإذا وصلت إلى سن اليأس بطل عمل المبيض بينما الخصية تظل عاملة إلى مدة طويلة.. وبذلك فإن المرأة تحرم من إفرازاتها قبل الرجل بمدة أطول وهذا من أوجه الاختلاف بين الذكر والأنثى..
ويزيد العلامة الدكتور الكسيس كاريل على ذلك إذ يقول (ولا ترجع الفوارق القائمة بين الرجل والمرأة إلى اختلاف شكل الأعضاء التناسلية عند كل مهما كشكل الرحم ونمو الثديين وغير ذلك فحسب، وإنما ترجع إلى سبب أعمق كثيرًا وهو غمر الكيان العضوي كله بمواد كيمائية تنتجها الغدد التناسلية التي تختلف طبيعتها وتركيبها وخواصها في الذكر عن الأنثى. والواقع أن المرأة تختلف عن الرجل جد الاختلاف، فكل خلية من خلايا جسمها تحمل طابع جنسها وهذا أيضا شأن أجهزتها العضوية وعلى الأخص جهازها العصبي... وأن دور الرجل في علمية التكاثر دور قصير الأجل ومحدود جدًا بينما دور المرأة يطول إلى تسعة أشهر تخضع فيها المرأة إلى هذا الكائن الجيني فتظل حالتها الفسيولوجية دائمة التأثر به والإناث لا تبلغ تمام نموها إلا بعد أن تحمل مرة أو أكثر فإذا لم تلد تصبح أقل اتزانا وأكثر عصبية).
ويقول الدكتور تيودر وايك (لقد مارست التحليل النفسي خمسًا وأربعين سنة وأظن أنني يمكنني أن أقرر فيم يختلف الرجل والنساء... إن عواطف الغيرة في المرأة أكبر مما هي في الرجل، وقد يعتقد البعض أن الغيرة قد لا تكون شيئًا هامًا بحيث يلتفت إليه، ولكن ثبت أن الغيرة تصحبها انفعالات قاسية وتغييرات نفسية وجسدية معًا مما يؤدي تأثيرًا مباشرًا على اتزان الفكر ودقة الحكم، وفي حالة التكاثر يستمر الأمر بالنسبة للمرأة لمدة طويلة تبلغ تسعة أشهر في أثنائها تكون عواطفها موزعة بين جنينها وبين باقي الأفراد الذين تمارس معهم شؤون الحياة... كما اثبت التحليل النفسي أن الرجال أكثر استعدادًا للاعتراف بالأخطاء من النساء... والاعتراف بالخطأ له تأثيره الكبير في خطة العمل في الحياة.
ولا يقتصر الاختلاف بين الذكر والأنثى في ذلك فقط بل أنه يتعدى ذلك إلى السلوك في العمل فقد أثبتت التجربة لاسيما أخيرًا بعد أن شاركت المرأة بنصيب كبير في العمل أن هناك من الأعمال ما تجيده المرأة عن الرجل خصوصًا تلك التي تحتاج إلى صبر ووقت طويل وهناك من الأعمال مالا تستطيع المرأة وإن قامت بها كان إنتاجها فيها أقل من الرجل.
أما الشكل الخارجي فاعتقد أن المرأة تختلف فيه عن الرجل اختلافًا كبيرًا ووضحًا وجليًا بالرغم من أن الأجهزة الظاهرة للرجل هي التي للأنثى. فأجهزة السمع والبصر والأذن واليد والأرجل بالرغم من اتفاقها في الرجل مع الأنثى فما ابعد الفرق ظاهريًا بينهما.. بل والشعر وطبيعته يختلفان في المرأة عن الرجل..
وهكذا مهما توغلنا في البحث وجدنا الاختلاف الشديد بين الرجل والمرأة في الشكل الظاهري والتركيب الداخلي العملي والطاقة الإنتاجية.. وكل ما وصل إليه العلم أخيرًا في ذلك سبق به القرآن الكريم إذ تقول الآية الشريفة {وليس الذكر كالأنثى} صدق الله العظيم سورة آل عمران: 36. اهـ.

.بحث ثالث: الثوابت العلمية وأثرها في المساواة بين الرجل والمرأة:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إذا كان مطلب بعض السياسيين والاجتماعيين بمعاملة النساء والرجال بالتساوي باعتبارهما متساويين في الخلق؛ على حين أثبتت الحقائق العلمية العكس: وإذا تجاهلنا الثوابت العلمية في هذا الخصوص، فيصبح المطلب إذن بمثابة كذبة بيولوجية، أي صرف النظر عن ثوابت علمية تتصل بخلق الجسد والدماغ لكل من الجنسين. فإلى متى التظاهر بتساوي النساء مع الرجال رغم اختلافهما بيولوجيًا؟ فالوقت حان لمراجعة الموقف التقليدي القديم حول مساواة المرأة بالرجل الذي عمّ أرجاء من العالم. وحان الوقت لتصفية الخرافة الاجتماعية القائلة: الرجال والنساء متعاوضون، أي يمكن قيام أحدهم بدور الآخر. ولكن اعلم أن الرجل يختلف عن المرأة، مهما تحمست الدعوة إلى المساواة بينهما.
في حين هما متساويان فقط باعتبارهما من نفس الجنس، الجنس البشري. فكل من يدعو إلى تساوي المرأة والرجل في المدركات، المهارات، الاستعدادات، السلوك، فهو يدعو دون أن يدرك إلى بناء مجتمع على أساس كذب بيولوجي (أحيائي) وعلمي. وبتعبير بسيط: الجنسان متباينأن لان دماغ كل منهما متباينان: فكما للمرآة جسد أنثوي فلها دماغ أنثوي، وكما للرجل جسد ذكري فله دماغ ذكري. فيُصاغ دماغ الجنين الذكر إلى بنية ذكريه لتعرضه في الرحم إلى جرعات كبيرة من هرمونات منشطة الذكورة، التستوسترون، حيث تقدر عمومًا كمية تلك الهرمونات عند الذكر في سن البلوغ عشرة أضعاف الكمية عند الأُنثى، أو 1000% مما في المرأة. فمن أُنثى تتصرف تصرف الرجال، كان دماغها تعرض في الرحم إلى كميات غير اعتيادية من هرمونات الذكورة.
والدماغ هو الجهاز الإداري والعاطفي المركزي لحياة الإنسان، وتختلف بنيته في الرجال عن النساء من الفطرة، فتنتج اختلافات بين الجنسين في العمليات العقلية والقدرات الفكرية وفي المهارات والاستعدادات؛ ويتعامل الدماغ مع المعارف المستلمة بطريقة مختلفة بين الجنسين، مما يؤدي إلى اختلاف في المدركات، ترتيب الأسبقيات، السلوك، ونحو ذلك. فدعوى المساواة بين الجنسين تتعارض مع الفطرة ومع العلم.
وتأمل في حالة متعارف عليها تفرّق الرجال عن النساء: فأبرز خصال سلوكية تميز الرجال عن النساء العدوانية والمغامرة، المخاطرة، المنافسة، الجزم والإصرار والزعم، الولوع إلى السلطوية، هي خصال جُبلية غير مكتسبة: وإلى هذه الخصال تُعلّل هيمنة الرجال بدرجة كبيرة على مدار التاريخ. فالرجال لم يكتسبوا سلوكية المغامرة مثلًا عن طريق التعليم أو الممارسة أو نتيجة مؤثرات اجتماعية أو بيئية؛ وليس في مدرسة درس يعلم المغامرة وتكتيكها؛ بل حتى العلماء المختصين في مجال الفوارق بين الجنسين، يقرون بأن هذه الخصال متميزة عند الرجال لأن نسبة هرمون التستوسترون عندهم عشرة أضعاف ما عند النساء Moir 15.
فحتى هذه المرحلة من البحث العلمي في فوارق بنية الدماغ بين الذكر والأنثى، ذلك يدعو إلى التفكير والتأمل في مسألة إعادة النظر في الأنظمة والسياسات التربوية المعتمدة في المدارس في الوقت الحاضر وفي أوصاف الأعمال التي تليق لكل من الجنسين وبطريقة تقر وتعتمد تلك الفوارق البيولوجية. أو بعبارة صريحة، هل نترك أنظمة الدراسة المختلطة بين الجنسين وتوفير فرص عمل متساوية للجنسين على حالها الحاضر من دون تغيير رغم ظهور ثوابت علمية عن الفوارق بينهما؟
رأي بعض علماء الأعصاب أن يومًا سيأتي لمراجعة الأنظمة والسياسات التربوية الحالية، حتى لو اقتضى الأمر مثلًا التخلي عن المدارس المختلطة وإنشاء مدارس خاصة بالذكور وأخرى خاصة بالإناث على ضوء الفوارق الفطرية في دماغ كل منهما، بجانب تحديد أعمال تليق بالذكر وأعمال تليق بالأنثى على ضوء الفوارق العقلية والبدنية بينهما.
وإليك دراسة حديثة في المملكة المتحدة مما يعزز خيار التعليم في مدارس لجنس منفرد وأفضليته على مدارس تعليم مختلط: أُجريت الدراسة على 100 مدرسة نموذجية ذات 12 درجة، 10 منها فقط ذات تعليم مختلط و90 ذات تعليم منفرد (منها للذكور وأخرى للإناث).
وبعد تفحص نتائج الاختبار السنوي، ظهر أن النتائج لمدارس جنس منفرد للبنين 20% أفضل من نتائج بنين في مدارس مختلطة، وذات الحال بالنسبة لإناث في مدارس للإناث مقارنة بنظيراتهن في مدارس مختلطة.
وفي سنة 1996 أجريت مراجعة لنتائج اختبار سنوية لمدارس ثانوية للبنات، فأظهرت تفوقهن على نظيراتهن لمدارس ثانوية مختلطة!
لعلك أدركت أن المرأة بيولوجيًا تتميز على الرجل في نواحي تعدها لأداء الدور اللائق بها: فهي مثلًا تتميز في الإبصار المحيطي، في الإبصار ليلًا، السمع والتذوق واللمس، الحدس، مهارات اللغة واللباقة، المقدرة على أداء أعمال متعددة، التفاعل مع أفراد أعلى عن التفاعل مع أشياء، النزعة نحو مجالات ذات طابع اجتماعي وشخصي، أقل تقيدًا بالقواعد من الرجل، ونحو ذلك: كل ذلك ضروري لأداء متطلبات البيت المتشابكة من ضمنها التربية والرعاية المباشرة للأطفال بخاصة تعلقهم الفطري الحاسم بالأم أكثر من الأب، بالإضافة إلى ممارسة نشاطات ذات طابع اجتماعي أو شخصي، أو ذات طابع إنساني وخيري خارج قيود القواعد، أو القيام بأعمال مكتبية رتيبة.
إن الإنسان بجنسيه يجني فوائد عُظمى من حياته إذا أدرك العالم كما هو مخلوق؛ وليس بمحاولة منه إنشاء عالم حسب مشيئته ورغباته من أسس ومفاهيم يجهلها. فالرجال والنساء بإمكانهم العيش معًا بسعادة أكثر، بتفهم وحب بعضهم البعض بدرجة أعلا، بتنظيم العالم إلى مصير أفضل، إذا أقر كل من الجنسين فوارقه عن الجنس الآخر. وبذلك يتمكن الجنس البشري من بناء حياته على دعامتين ثنائيتين متميزتين من حيث الهوية الجنسية.
لقد آن الأوأن لايقاف الجدلية العقيمة غير المجدية بأن الرجال والنساء خُلقوا متماثلان؛ فهم لم يُخلقوا هكذا، ولا يمكن لأي مثالي أو مناد بإصلاح أن يغير هذه الحقيقة الفطرية الناصعة التي قضاها سبحانه لعباده الذكور والإناث. وعلينا أن نقر ونتقبل بأن الرجال أقوياء وضعفاء في مجالات، حيثما النساء قويات وضعيفات في مجالات: فتمكنت آن موا مثلًا من جمع إحصاءات من مختلف المصادر حول نسبة الرجال والنساء في ممارسة أعمال مختلفة، حيث تبين أن مقابل امرأة واحدة تسعة رجال في مناصب سلطوية عليا!. والأمل هو النهاية لشعارات مصطنعة زائفة لمساواة المرأة بالرجل في كافة المجالات، والبديل الصائب الحكيم هو الإقرار بالفوارق البيولوجية بينهما ثم قيامهما بالدور اللائق لكل منهما من أجل أداء متكامل لمختلف نشاطات الحياة. فدعنا نسلّم بحقيقة بيولوجية هي أن الرجل والمرأة لم يُخلقا متساويان؛ إنما خُلقا متكاملان، فنستمر على الحياة على هذا المنوال. مايكل لَفِن Michael Levin بروفيسور فلسفة في جامعة المدينة بنيويورك كتب يقول Moir 190:
أدركت أن معظم النساء يجدن في الأمومة رضاء تامًا، ومعظمهن كأمهات لا يتمتعن بالوالدية أكثر من الآباء حسب؛ إنما بالأحرى هن أفضل في أدائها، أي هن أكثر ملائمة للوالدية من الآباء. فوقوف المرأة الأم على إطعام الجيل الخلَف وكساءهم وتربيتهم وتعليمهم هي مهمة رفيعة نبيلة ترقى على مهمة كسب المال من خلال العمل. اهـ.